الداخلة،عروس الجنوب التي تحولت إلى مكة الحراݣة المتوجهين إلى إسبانيا

إكتظاظ غير مسبوق في وكالات تحويل الأموال و فنادق و شقق مفروشة ممتلئة عن بكرة أبيها و مجموعات كبيرة من الشباب تجول بمختلف شوراع المدينة،كلها أمور تجلعك تتسائل ماذا يحصل في مديتة الداخلة عروس الجنوب و المدينة الهادئة.

 

الداخلة تيفي كانت قد كتبت منذ حوالي سنة مقالا عن خطورة تحول مدينة الداخلة إلى بؤرة عالمية للهجرة السرية أو ما يعرف بلحريݣ و حذرنا فيه من تفاقم الأوضاع و ضرورة السيطرة على الوضع حتى لا نندم فيما بعد على العواقب،و هو ما نعيشه اليوم بالملموس في مدينة الداخلة التي تحولت إلى مكة للحجاج الحراݣة الراغبين في مغادرة المغرب نحو الديار الإسبانية.

 

إنطلاقا من النقطة الكيلومترية “الكرونت” بإتجاه مدينة الداخلة و على طول الطريق،عشرات الشباب متجهين نحو المدينة مشيا على الأقدام بعد منع السلطات الأمنية الحافلات و سيارات الأجرة من دخول المجال الحضري و السبب “الحراݣة”،فمعظم هؤلاء الشباب قادمين من مدن شمال المملكة كقلعة السراغنة و بني ملال و لفقيه بنصالح و حتى المدن الجنوبية فلشبابها نصيب.

 

الفنادق و الشقق المفروشة و حتى الشوارع باتت تغص بهؤلاء الشباب الباحثين عن سمسار يدلهم على طريق للهجرة إلى إسبانيا،و السلطات المحلية تحاول جاهدة السيطرة على الوضع و محاربة الآفة لكن تبقى كل هذه المجهودات ضعيفة على أرض الواقع و تقليدية،الأمر الذي يساعد مافيا لحريݣ على مواصلة عملها وهذا ما تزكيه تقارير الصحافة الإسبانية و مقاطع الفيديو التي صورها حراݣة وصلوا إلى بر الأمان بالضفة الأخرى.

 

“سيمو” شاب يبلغ من العمر 27 سنة من مواليد الدار البيضاء،كان يعمل نادل مقهى بمدينة أݣادير قبل أن يقرر الهجرة، يحكي للداخلة تيڤي معاناته للوصول إلى مدينة الداخلة بحثا عن زورق يقله إلى جزر الكناري،و يقول مستسردا بأن له أخوان وصلوا إلى “فويرتي بينتورا” الإسبانية بعد رحلة طويلة على متن زورق إنطلق من مياه الداخلة بثمن “15 ألف درهم” للشخص.

 

أما “عادل” ذو الثلاثين سنة و الذي سبق له أن حاول مرات عديدة الهجرة إلى إسبانيا عبر بوابة سبتة لكنها بائت بالفشل فيقول بأن حلمه هو الوصول إلى إسبانيا و من ثم المغادرة إلى ألمانيا بأي طريقة كانت،فهو لا يرى في غيرها حلمه كشاب له خبرة كبيرة في عالم التكنولوجيا.

 

متابعين للشأن المحلي بجهة الداخلة وادي الذهب بدورهم أوا للداخلة تيڤي بأن مياه الداخلة و رغم بعدها الكبير من الشواطئ الإسبانية إلا أنها أصبحت بؤرة مشهورة على الصعيد الوطني و حتى العالمي ل”لحريݣ”،مطالبين الدولة بضرورة التدخل و التحرك لوقف هذا النزيف الشبابي،ليس بمنع الهجرة أو إحباط عملياتها و إنما بخلق وضع جديد للشباب و خلق فرص للشغل و وضع إستراتيجية لعلاج الظاهرة بشكل جدي و موضوعي.


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...