في الوقت الذي توزع فيه مجالس منتخبة ملايين الدراهم على جمعيات نائمة،محسنين يدعمون مركز جمعية “طيبة” النشيطة.

يبدوا أن قدرنا بهذه الربوع العزيزة أن ننتظر لسنوات طويلة لعل الله يجود علينا بمحسن دنيا قد يفهم تطلعاتنا و يدفع بالخدومين منا إلى بر الأمان خاصة الشق المتعلق بالمجتمع المدني،و تغيير العبائة البالية التي ألبستها مجالس منتخبة و مؤسسات فوضوية عنوة فتحولت صورة العمل الجمعوي إلى صورة مشوهة نتيجة “الدعم الريعي”.

 

كنا قد تحدثنا في مقال سابق عن جمعية تدعى “طيبة”،جمعية رائدة في العمل الإجتماعي بجهة الداخلة وادي الذهب،يعرفها البعيد قبل القريب،ليست مجاملة و إنما حقيقة تستحق عليها أن تحدى بعناية خاصة و مخالفة للكثير من الجمعيات المتربصة بالدعم العمومي دون تقديم أي فائدة للجهة أو الساكنة،تحدثنا ايضاً في ذات المقال عن إستغرابنا من إنسحاب رئيس و أعضاء المجلس الجهوي للداخلة من تدشين ورش المركز السوسيو إقتصادي للنساء التابع لهذه الجمعية،إستغربنا كثيراً و تسائلنا عن الأسباب،ليجيبنا المجلس الموقر بأن السيد الرئيس و الأعضاء الموقرين كانوا حاضرين تلك اللحظة ليزيد إستغرابنا من نشر صور تزكي ما قلناه على صفحة المجلس الجهوي للداخلة على موقع التواصل الإجتماعي.

 

ظلت تساؤلاتنا تراوح مكانها دون مجيب،لنكتشف في آخر المطاف بأن مجموعة من المحسنين هم من كان لهم الفضل في دعم هذه الجمعية للوصول إلى مبتغاهى المتجسد أساسا في بناء المركز و تجهيزه ليصبح إضافة نوعية تفتخر بها الداخلة و تقدم إفادة لنسائها و أطفالها.

 

إستخلصنا إجابة تشفي غليلنا حول نفطة إنسحاب رئيس و أعضاء المجلس من مراسيم التدشين،لكن إستغرابنا زاد بعد ذالك حول السبب الذي يجعل دائماً من مجالسنا الموقرة متربصة بكل كبيرة و صغيرة لركوب حصان طراودة لإعطاء صورة مغالطة للرأي العام على أنها الكل في الكل،في الوقت الذي يلتزم فيه الأخرون الصمت و العمل.

 

إن إظهار المجلس الجهوي نفسه بأنه الداعم دائما لكافة المشاريع و أن لولاه لما نجح أي مشروع بهذه الجهة يحز في النفس حقيقة،هي ربما طريقة جديدة قديمة لشرعنة ما يحدث من جرائم في حق المال العام،فتارة يدعي المجلس دعم الشباب و الزوارق الخشبية و البطالة لا يزالان يأكلان كل يوم من شباب هذه الجهة و لعل الدليل في التزايد الخيالي لتنسيقيات العاطلين عن العمل و المهمشين و المقصيين،و اليوم وجه المجلس الموقر البوصلة إلى الجمعيات و التعاونيات،فنحن هنا لا نريد من هذا المجلس سوى مدنا بإسم جمعية أو تعاونية مكنها دعم المجلس الجهوي من الإعماد على نفسها؟ نريد مشروع واحد موله المجلس الموقر واليوم يعتبر إضافة لهذه الجهة؟

 

لسنا سلبيين لكننا نريد الحقيقة فقط،عم التعاونيات بمبلغ 20 ألف درهم ماهو إلا تزكية لروح الريع التي زرعت فينا بقدرة قادر،ماذا حققت كل هذه التعاونيات إلى حدود اللحظة بالدعم الذي قدم لها؟

 

إنها كارثة بكل المقاييس،و ان نقول في الأخير سوى لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

 


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...