الداخلة .. شذرات من علاقة الشرطة بوسائل الإعلام ؟بقلم محمد الصغير

لا شك في أنَّ علاقة الشرطة بوسائل الإعلام ينبغي أن تقوم على عدد من المبادئ التي تتضمن العديد من المجالات المشتركة وفرص الفهم المشترك والتعاون الوثيق بين الطرفين من أجل خلق رأي عام مستنير وواع ، بصدد نشاط الشرطة ودورها في المجتمع من ناحية، وتعزيز الجهود الرامية لإقرار الأمن والنظام من ناحية أخرى ، ورغم ان تاريخ العلاقة بين الصحافة و الشرطة قديم قدم الصحافة نفسها، إلا أنه من المعلوم أن جزءاً مهماً من اهتمامات الصحافة في شتى المجالات هو معرفة ما يجري داخل المجتمع ، والحوادث التي تقع ، والإجراءات المتخذة لكشفها والتي لا تدع مجالا للشك بأنها مهمة مشتركة بين الشرطة والصحافة !

 

 

فموضوع مقالنا اليوم سيلقي بضلاله على نواحي عدة للقصور المسجل من طرف رجال الشرطة في التعامل مع الإعلام ، فقد لا ينكر أحد وخصوصا بالداخلة أن هناك أحداث عدة أظهرت قصور رجال الشرطة في تعاملهم مع الإعلام والتي ولابد أن تتحسن في قادم الأيام ، فإذا كانت الصحافة في مفهومها العام هي ” السلطة الرابعة ” ،فإنه بات من الضروري أن تلعب دورها الهام وأن تجد تعاملا يليق بها بدل التضييق الحاصل لها من بعض رجال الشرطة ولا أقول كل حتى لا أعمم ، في عملها والصعوبة الحاصلة في التعرف على ممتهنيها والتعامل معهم ( مهنيي الصحافة ) على أساس أنهم جزئ لا يتجزئ من المنظومة ، وهذا صراحة قد يحيلنا إلى طرح إشكالات مهمة نختزلها في :

 

1 ــ إن العديد من رجال الشرطة أساساً غير مدربين تدريباً كافياً على الاتصال الجيد بالصحافة ووسائل الإعلام.

 

2 ــ إن بعض رجال الشرطة ينقصهم الوعي برسالة وسائل الإعلام والصحافة وطبيعة عملها وأسبقياتها.

 

3 ــ يميل بعض رجال الشرطة إلى فرض رقابة على الصحفيين ، متناسين حق الجمهور في معرفة الحقائق.

 

4 ــ رجال الشرطة غالباً ما يضيقون ذرعاً بالنقد ولديهم حساسية تجاهه، ولا يطيقون تناول الصحافة ووسائل الإعلام لنواحي القصور والخلل المنسوب إليهم.

 

5 ــ غالبا ما يتجنب رجال الشرطة الالتقاء بمراسلي الصحف ووسائل الإعلام الأخرى، وخاصة في الحوادث المهمة والجرائم التي تقع وحين يكون هناك انتقاد تجاه إجراءات الشرطة أو أن سير الأحداث ليس في صالح الشرطة قد لا يسر البعض منهم ، فالنقد للتقويم وليس على أساس الإنتقاد فقط .

 

6 ــ مزال البعض من رجال الشرطة لا يتعامل بالطريقة الصحيحة مع الصحفيين المهنيين ورجال الإعلام خاصة في قضايا المخالفات وطبيعة التعامل المهني إزاءها ، وهذه النقطة الأخيرة لنا فيها عدة أمثلة يقصر المقام عن سردها ؟

 

إن ما تم التقدم به أعلاه ليس إلا جانبا مهما من جوانب الاختلاف في فلسفة ورؤية كل من رجل الإعلام ورجل الشرطة في النظر والتعامل المهني ، والذي أدى في كثير من المواقف إلى خلق أنواع من الصراع وسوء الفهم وأحياناً أدى إلى الإساءة لرجال الإعلام في عملهم ونقلهم للواقع ؟

وختاما لابد بإعتبارنا أحد ممتهني الصحافة الإلكترونية أن ندعو إلى أن يسود الفهم المشترك لطبيعة عمل كل من المرفقين ( الإعلامي والأمني ) ، فإذا أدركت الشرطة دور الإعلام في المجتمع وما تتطلبه العملية الإعلامية من أسبقيات ومتطلبات وشروط وتفاهم وتبسيط وتعامل ، وإذا ما أدركت وسائل الإعلام حقيقة عمل الشرطة ومقتضيات المهنة وحدود المسموح قانوناً ، فإن هذا الإدراك المشترك كفيل بتحويل الافتراق إلى اتفاق وتعاضد يخدم المجتمع وأمن المجتمع.


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...