منذ انتخابات سنة 2021، لم تُظهر الغرف المهنية بجهة الداخلة وادي الذهب أي مؤشرات على قيامها بدورها الحقيقي كمؤسسات منتخبة للدفاع عن مصالح المهنيين وتمثيلهم داخل السياسات القطاعية. فبعد وعود انتخابية رنانة، تحولت هذه الغرف إلى فضاءات مغلقة على نفسها، تُدار بعقلية ضيقة لا ترى في المنصب سوى امتيازات مالية وريعية تُقتسم بين أفرادها.
التاجر لم يجد من يُدافع عنه أمام جشع الأسواق وتسلّط كبار المضاربين، والبحار تُرك وحيداً يواجه لوبيات البحر التي تزداد قوة يوماً بعد آخر، بينما الصانع التقليدي والحرفي يعانيان في صمت وسط انعدام أي رؤية لدعم المنتوج المحلي أو تثمين الموروث الحرفي الذي بات يندثر أمام أعين الجميع.
أما الفلاح والكسّاب، فحالهم لا يقل مرارة؛ فلا أحد تجرأ على رفع صوته للترافع عن مشاكلهم المزمنة، من ندرة الدعم إلى فوضى التسويق وتغوّل الوسطاء. الغرف التي وُجدت لتكون لسان حالهم أصبحت اليوم رمزاً للفشل الإداري والسياسي، وغارقة في الفساد واللامبالاة حدّ التخمة، في منطقة ما زالت تجهل معنى المحاسبة وتغرق في بحر من الريع والامتيازات المجانية.
يُجمع المهنيون بالجهة على أن هذه الغرف تحولت إلى ديكور انتخابي لا أكثر، بينما تستمر معاناة آلاف المواطنين في صمت، في انتظار أن تُبعث الروح من جديد في مؤسسات كان من المفروض أن تكون صوتاً للمهني لا وسيلة لإغنائه.

