احتضنت مدينة الداخلة يوم أمس أشغال المؤتمر الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بحضور الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر، إلى جانب عدد من أعضاء المكتب السياسي وقيادات جهوية ومحلية ومناضلي الحزب. وقد شكل هذا اللقاء محطة سياسية بارزة تعكس رغبة الحزب في إعادة ترتيب بيته الداخلي واستعادة حضوره في جهة الداخلة – وادي الذهب بعد سنوات من الغياب النسبي عن المشهد المحلي.
وقد تميز المؤتمر بحضور أحد أبناء عائلة الموساوي، المعروفة بنفوذها السياسي بمدينة المرسى بجهة العيون الساقية الحمراء، وهو الحضور الذي أثار اهتمام المتتبعين للشأن الحزبي بالجهة، خاصة بعد تداول أنباء عن تكليفه بمنسقية الحزب بجهة الداخلة – وادي الذهب. هذا القرار يُنظر إليه على نطاق واسع كخطوة جديدة نحو رص صفوف الحزب وإعادة بناء قواعده التنظيمية والسياسية استعداداً للاستحقاقات المقبلة.
وتطرح هذه المستجدات عدة تساؤلات حول التحولات السياسية القادمة بالجهة، خاصة مع الحديث عن تحالف سياسي محتمل قد يرى النور خلال الفترة القادمة، يكون حزب الوردة أحد أطرافه البارزين. وتشير بعض المعطيات إلى نية أحد أفراد عائلة الموساوي خوض غمار الانتخابات القادمة بجهة الداخلة، مستفيداً من شبكة استثماراته الاقتصادية بالمنطقة، ما قد يمنحه قوة ميدانية مهمة ويعيد التوازن إلى المشهد السياسي المحلي.
وفي هذا السياق، يترقب المتتبعون معرفة الأطراف الحزبية الأخرى التي قد تنضم إلى هذا التحالف المرتقب، في ظل دينامية سياسية تعرفها جهة الداخلة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، والتي قد تعيد رسم خارطة التحالفات والمواقع بين مختلف الفاعلين السياسيين.
وجدير بالذكر أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كان يمتلك في السابق قواعد تنظيمية وشعبية مهمة بالجهة، مكنته من لعب أدوار سياسية معتبرة داخل المشهد المحلي. غير أن هذه القواعد تراجعت خلال السنوات الأخيرة بفعل تحولات متعددة، وهو ما يجعل من المؤتمر الإقليمي الأخير محطة مفصلية لإعادة إحياء الحزب واستعادة مكانته الطبيعية ضمن التوازنات السياسية بجهة الداخلة – وادي الذهب.
فهل ستكون منسقية الموساوي عنواناً لعودة قوية لحزب الوردة إلى الساحة؟
أم أن الأمر مجرد محاولة جديدة لاختبار مدى قدرة الحزب على استعادة وهجه السياسي في منطقة تعرف تنافساً حاداً بين القوى الحزبية؟
أسئلة تبقى مفتوحة في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة من تطورات على مستوى التحالفات والاستعدادات للاستحقاقات المقبلة