لمين بنعمر نموذج حي لرجال الدولة الذين يختارون السلم الاجتماعي بدل المقاربات الامنية في حل الازمات

أعطني ولاة بحمكة لمين بنعمر في تدبير الأزمات و المشاكل الاجتماعي،أعطيك المرتبة الاولى في سلم الدول الحريصة على احترام حقوق الانسان”،هذا هو المنطلق الذي يجب على الدولة ان تأخذه بعين الاعتبار في تعيين الولاة و العمال بجميع جهات المملكة المغربية.

 

لمين بنعمر الوالي الذي لا يقبل طرح المقاربة الامنية على مكتبه لحل اي ازمة اجتماعية بجهة الداخلة وادي الذهب منذ وضع الثقة الملكية فيه،فالرجل اختار دائما و في جميع المشاكل الاجتماعية ان تكون الحكمة هي اساس حل اي مشكل مع ضمان الحقوق الدستورية لجميع المواطنين.

 

على امتداد السنوات الماضية التي قضاها لمين بنعمر واليا لجهة الداخلة ظل الحوار و النقاش هم اساس حل جميع الملفات انطلاقا من حراك تنسيقيات المعطلين و العائدين الى ارض الوطن ثم البحارة و الارامل و ملاك لگرار و غيرهم من الملفات الساخنة.

 

لقد شكل ملف اقتحام منازل السكن الاجتماعي بتاورطة و حراك القوارب المعيشية مرحلة مفصلية في تاريخ الوالي الحكيم لمين بنعمر،حين اعطى تعليماته بعدم استعمال اي تدخل امني ضد العائلات المتواجدة داخل المنازل بالرغم من خرقهم القانون،الا ان والي الجهة اختار الحفاظ على امن و استقرار المدينة بدل صب الزيت على النار.

 

ان خروج والي الجهة و التحاور مع المواطنين و اقناعهم باخلاء منازل السكن الاجتماعي و ضمانه للمساواة و الشفافية في الاستفادة من المشروع بعد انتهاءه و تتبعه الدقيق لملف القاورب المعيشية و دفاعه عن ابناء المدينة على المستوى المركزي هي خطوات لن يقوم بها سوى مسؤول وطني حريص على سمعة بلاده بالداخل و الخارج و مهتم بصورتها حقوقيا امام القاصي و الداني و هذا النوع من المسؤولين الوطنيين المغرب في حاجة ماسة لهم.

 

لا يمكن اليوم سوى التنويه بمجهودات رجل جاء الى الداخلة في اوج الاحتقان الاجتماعي و لم يخذل يوما ثقة ملكه في ضمان حقوق رعاياه الدستورية،فكان المدافع الدائم في جميع الاجتماعات عن حق المواطن في السكن و الامن و الاستقرار و الضامن لحق المواطن في التظاهر السلمي و التفاعل السريع مع مطالبه و يجسد المصل القائل “يؤخذ باللين ما لا يؤخذ بالقوة”.

 

خمس سنوات مرات من العراك بين الفرقاء السياسيين كان لمين بنعمر خلالها يرضي جميع الاطراف و يقف بعيدا عن المعترك السياسي همهم الاول و الاخير ذلك اليوم الذي يتصالح فيه ابناء المدينة و يغلبون كفة المصلحة العامة للداخلة على الحسابات السياسية الضيقة و هو ما تم بالفعل، ولو وضعنا مقارنة بين الداخلة و جهات اخرى بالمملكة فتلك الصراعات قد عصفت بعدة مسؤولين فشلوا في تدبير الأزمات.


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...