بمناسبة تخليد الأمة المغربية الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة والذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال المجيد، وفي إطار تنظيم فعاليات الدوة الثالثة من ملتقى الرحامنة برسم سنة 2024، احتضنت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات بمدينة ابن جرير، يوم الخميس 28 نونبر 2024، ندوة علمية دولية حول موضوع: «مكتسبات الدبلوماسية الملكية في قضية الصحراء المغربية»، بتنظيم من جمعية الثرات الشعبي بالرحامنة، بشراكة مع المكتب الشريف للفوسفاط وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات، والمركز الدبلوماسي الدولي.
وحسب ما أفاد به الغالي الغيلاني، رئيس المركز الدبلوماسي الدولي، أستاذ العلوم القانونية بجامعة القاضي عياض بمراكش، في تصريح للصحافة، (أفاد) بأن هذا المؤتمر الدولي، الذي حضره رئيس جماعة الداخلة الراغب حرمة الله، ورئيس المجلس الإقليمي للداخلة محمد سالم حمية، قد تمخض عن بيان ختامي على شكل إعلان مؤتمر ابن جرير الدولي، الذي يتضمن الإشادة بزخم الأوراش الملكية الاستراتيجية متعددة الأبعاد، التي أطلقه الملك محمد السادس في كل ربوع المملكة المغربية، والتي ستنقل مغرب اليوم إلى معانقة مغرب الغد والمستقبل.
وأضاف الغيلاني أن الإعلان شمل أيضا التنويه بدينامية التحولات الاستراتيجية التي تشهدها قضية الصحراء المغربية، بفضل الرؤية الاستراتيجية للدبلوماسية للملكية، والتي أسفرت عن اعتراف عدة قوى دولية فاعلة في النظام الدولي وأعضاء دائمين بمجلس الأمن بسيادة المملكة المغربية، كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، فضلا عن اعتراف العديد من الدول بمبادرة الحكم الذاتي كأساس ذي جدية ومصداقية وواقعية لحل النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
علاوة على ذلك، يضيف رئيس المركز الدبلوماسي الدولي، فقد تضمن الإعلان الإشادة بمضامين قرارات مجلس الأمن باعتباره الهيئة الأممية التي تختص حصريا بالاشراف على مسلسل التسوية للنزاع الإقليمي الذي طال أمده، لاسيما قرارت مجلس الأمن منذ سنة 2007 إلى غاية القرار الأخير رقم 2756 المؤرخ في 30 أكتوبر 2024، و التي تؤكد جميعها على سمو مبادرة الحكم الذاتي المتسمة بالجدية والمصداقية والواقعية، والرامية قدما نحو التسوية.
كما تضمن أيضا التقدير والامتنان الخالص لموقف الدول العربية والإفريقية وأمريكا اللاتينية الصديقة التي فتحت قنصلياتها في كل من مدينتي العيون والداخلة كتصرف دبلوماسي قانوني يعبر عن دعم صريح لسيادة المملكة على الصحراء، تماشيا مع اتفاقيات فيينا للعلاقات القنصلية لسنة 1963.
ودعا الإعلان، يؤكد الغالي الغيلاني، باقي الدول إلى الانضمام والانخراط في زخم الاعتراف بسيادة المملكة المغربية على صحرائها ودعم مبادرة الحكم الذاتي، كحل نهائي وديمقراطي ملائم لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ولمعايير القانون الدولي بصفة عامة.
هذا، وطالب الإعلان، جبهة «البوليساريو» الانفصالية وداعميها بضرورة احترام اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمته مع الأمم المتحدة سنة 1991، مع مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتفعيل قرارات مجلس الأمن المتعلقة بضرورة إحصاء ساكنة مخيمات تندوف المحرومة من حرية التنقل، وإبداء القلق البالغ حيال الحالة الإنسانية والحقوقية المزرية التي تشهدها هذه المخيمات.
ونوّه الحاضرون بالمشاريع والأوراش الملكية الاستراتيحية المفتوحة في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية وفق النموذج التنموي الذي أطلقه الملك محمد السادس عام 2015، سيما في مجال الطاقات المتجددة، والفلاحة والصيد البحري، والمشاريع المتعلقة بتحلية المياه، وتأهيل البنيات التحتية، وإطلاق مبادرات للتنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية بالمنطقة.
كما ثمّن الحاضرون، يردف الغالي الغيلاني، الريادي الذي يقوم به الملك محمد السادس على مستوى تنمية واستقرار وأمن القارة الإفريقية وسيادتها، في المجالات الطاقية والمائية والغذائية والصحية.
وأشادوا بالمبادرات الملكية الاستراتيجية لإقلاع تنموي بافريقيا، خاصةً المبادرة الإفريقية الأطلسية والمبادرة الملكية لتسهيل ولوج دول الساحل الافريقي للمحيط الأطلسي، فضلا عن مشروع الغاز الأفريقي الأطلسي.، مُنوّهين بالرؤية الملكية الثاقبة لإشراك جيل جديد من الشباب والنساء في المسلسل السياسي والاقتصادي والتنموي لرسم معالم مغرب الغد والمستقبل، ثم بمستوى النمو والتنمية والاستقرار بالأقاليم الجنوبية باعتبارها بواية للمغرب نحو عمقه الإفريقي، وقطب اقتصادي واستراتيجي للتعاون جنوب-جنوب وشراكة رابح- رابح.
هذا، وطالب الحاضرون، المجتمع الدولي باحترام مبدأ الوحدة الترابية والوطنية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، كأسمى مبدأ ملزم في ميثاق الأمم المتحدة، وتنسيق الجهود بين الدول الإفريقية للتصدي لنشاط الجماعات الانفصالية والإرهابية، التي تهدد السلم والأمن بإفريقيا.
ونوّهوا بالجهود الحثيثة للدبلوماسية الملكية للترافع والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية والإفريقية العادلة في ظل نظام العالمي متعدد الأطراف.
وتابع رئيس المركز الدبلوماسي الدولي، الغالي الغيلاني، بالقول إن الإعلان تضمن، كذلك، الإشادة بما يشهده إقليم الرحامنة من أوراش تنموية متعددة الأبعاد، وبالدور المحوري والاستراتيحي للمكتب الشريف للفوسفاط، ولجامعة محمد السادس المتعددة التخصصات بابن جرير، لأجل تأهيل إقليم الرحامنة كقطب للرأسمال البشري لمغرب الغد، ومنارة لإشعاع علمي لاقتصاد المعرفة رائد على المستويات الوطنية والإقليمية والقارية الإفريقية والدولية.
وفي الأخير، ثمّن الحاضرون فعاليات ملتقى الرحامنة كمناسبة سنوية لتثمين الموروث الثقافي المغربي عامة، والمحلي بإقليم الرحامة خاصة، فضلا عن ما يرمز له هذا الملتقى من لحمة وطنية وصلة الرحم بين مكونات الأمة المغربية الغنية بروافدها المتعددة، والمتشبتة بشكل مكين بأهداب العرش العلوي المجيد.