هل تبقى إيران متماسكة بعد الضربة الأولى… وأين حلفائها الدوليين من الحرب؟

بقلم: د. احمد بابا اهل عبيد الله

 

ما يلاحظ في المشهد الأول من الهجوم على إيران، أنالضربة الأولى على الأجواء الإيرانية كان مخطط لهامسبقا، وليست وليدة طرف وأحد ” إسرائيل” بل الولاياتالمتحدة الأمريكية، كان لها الدور الكبير في الاستراتيجيةالمطروحة، والدعم العسكري، وفي كيفية التنفيذ ومتىالتنفيذ، وهذا يعطي للعيان أن البيت الأبيض منذ مجيءدونالد ترامب كان يخطط لهذا اليوم بوسائل وتوافقاتدولية وإقليمية.

 

 

 

ورغم الدبلوماسية التي اعتمدتها الولايات المتحدةالأمريكية مع إيران، وكانت سلطنة عمان مركز ووسيطللتفاوض النووي بين الأطراف، غير إن الولايات المتحدةالأمريكية كانت تريد نزع برنامج النووي الإيرانيبالكامل، وبالتالي تخلي وتنازل إيران عن طموحاتهاالنووية بشكل كامل وبدون قيود.

 

 

 

 

وهذا ما كان سائد عند أفكار دونالد ترامب عند قدوميهالى البيت الأبيض للمرة الثانية الذي أمهل الإيرانيينستون يوما للموافق على الاتفاق أو الذهاب إلى خيارالحرب، وهو نفسه الذي أنهى الاتفاق النووي الذي ابرمتهإيران مع الولايات المتحدة ودول أوروبية خلال ولايتهالأولى، واليوم الرؤية واضحة، وهي إذا لم تقبل إيرانبالاتفاق المطروح على الطاولة في كما قال ستنتهي ” الإمبراطورية الإيرانية”.

 

 

 

هذا لا شك، تطور خطير على مستوى الإقليمي والدولي،ويحيل إلى التوجه إلى حرب مباشرة مع إيران، لكنبطريقة مخفية ظاهرها  “إسرائيل” غير أن التنفيذوالتنسيق والإستراتيجية المطروحة مقدمة من الولاياتالمتحدة الأمريكية ، في الخطة الأمريكية تعتمد على استبدال الأقوال ،ولكنها تقوم على تفعيل الافعال ،بمعنىإن “دونالد ترامب ” لا يعطي الانطباع بالأقوال، بأنهسيقوم بحرب ضد إيران كما فعل “بوش الابن” اتجاهالعراق و أفغانستان ولكن دونالد ترامب يعتد على ما يبدوعلى استراتيجية الردع البعيدة ،وذلك بدعم ” إسرائيل” بكل ما تحتاجه من معدات عسكرية واستراتيجية وتخطيطية للحرب على إيران.

 

 

 

وفي اتجاه أخر، يطرح السؤال: أين حلفاء إيران من هذهالموقعة؟، ونعني هنا روسيا الاتحادية والصين الشعبية، التي تجمعهم مع طهران اتفاقيات استراتيجية في المجالالعسكري والاستراتيجي؟ لماذا لم يساعدون إيران فيصد الهجمات الإسرائيلية الممولة بالسلاح الأمريكي أمأن هناك تحالف خفي بين القوى العظمى لتقليص نفوذإيران إقليمياً أو هناك توافق أمريكي روسيا في هذاالاتجاه تكون إيران مقابل أوكرانيا؟

 

 

 

هذه التساؤلات تبقى مطروحة ،وتعطي الانطباع الى انالقوى الكبرى بدأت تلعب لعبة عالمية من خلال رسمخريطة جديدة للشرق الأوسط ،وهذا يمكن إدخاله فيمجال التوازن الدولي او النظام الدولي متعدد الاطرافبين القوى العظمى، ونعني هنا الولايات المتحدة الأمريكيةو وروسيا والصين ،وتكون إيران خارج هذا الطرحالإقليمي داخل الشرق الأوسط .و بهذا الواقع الجديد،تكون تابعة للتوجهات وهذا لن يأتي حتى يتم الموافقعلى تدمير قدراتها العسكرية والنووية ،هذا ما بدأ بالفعلالعمل عليه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية من خلالدعمها الاستراتيجي والعسكري والأمني لإسرائيل لتنفيذالمأمورية.

 

 

 

وكما وقع لقيادة حزب الله في لبنان، والضربة الإسرائيليةالتي شلت حركة الحزب وأدت إلى توقف الحرب بشروط، حيث لم يكون ليقبل بها لولا الاختراق والصدمة التيأصابت مواقعه ومحيطه وقتل هرم قياداته.

 

 

لذلك، كانت ضربة صباح الجمعة مشابه وقوية على إيرانمن حيث عدد قتل العلماء وقتل القيادات والمواقعالمستهدفة. وهذا أيضا، يطرح عدد من التأويلات أينكانت طهران من الناحية الأمنية والعسكرية، وهي تعرفأنها مندو زمن بعيد تواجه تهديدات حقيقية من قبل”إسرائيل ” والولايات المتحدة، ولماذا لم تستطيع التصديلهذا العدوان وحماية قياداتها في الصف الأولوعلماءها.. 

 

 

 

وهذا يحلنا إلى طرح السؤال الأكبر هل فعلاً تنهض إيرانبعد الضربة الأولى أم أننا أمام تغيير تاريخي سيغيرمعالم الصراع في الشرق الأوسط…

 

 

 

 

في الختام، لا شك أن ما حدث صباح الجمعةللجمهورية الإسلامية الإيرانية هو عامل أساسي لمعرفةهل فعلاً إيران تمتلك من القدرة العسكرية والبشرية، مايمكنها من مواجهة هذه الضربات، وبالتالي مواجهة”إسرائيل” ومحركها وداعمها الولايات المتحدة الأمريكيةورسم بذلك خريطة لتوازن القوى في الشرق الأوسط، ومن جهة ثانية هو اختبار لحليف إيران (روسيا) هل تقومبدعمها عسكرياً وأمنيا لمواجهة هذه الحرب أم ستتخلىعنها كما فعلت مع ” بشار الأسد ” ونكون بذلك أمامإيران بواقع جديد؟ هذا ما سوف تجيب عليه الأيامالقادمة.

 


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...