تدوينة-
ما بين فترة صلوح الجماني والراغب حرمة الله، عاشت بلدية الداخلة تجربتين مختلفتين في الشكل، متشابهتين في الجوهر، قوامهما الإيمان بالعمل الجاد ونبل الأخلاق، ورفض الانسياق وراء التفاهة وخزعبلات الفاشلين في الحياة اليومية والسياسية، صلوح ولد الجماني واجه حملات عنيفة، وُصِف خلالها بأبشع النعوت، لكنها لم تخرجه عن هدوئه واتزانه كان أكبر من الرد على التافهين، مؤمنا أن النقد البناء هو ما يستحق الإصغاء، سواء صدر من مواطن أو إعلامي، واضعا مصلحة الداخلة فوق كل اعتبار.
واليوم، يسير الراغب حرمة الله على ذات النهج متعاليا عن صغائر الأمور متسامحا مع خصومه، مدركا أن الانشغال بهموم الداخلة أهم من تبرير المواقف أو الرد على من امتهنوا الكلام العابر يرى أن الفعل الصادق والعمل الميداني هما الرد الحقيقي على كل ضجيج لا طائل منه، وأن التنمية والعدل الاجتماعي لا تصنعهما الصفحات الصفراء، بل تصنعهما الإرادة والعطاء.
وما جاء في الخطاب الملكي السامي أمام البرلمان يوم أمس، يلخص بعمق فلسفة الرجلين “فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره” فهما ممن يعملون الخير ويؤمنون به قولا وفعلا، لكل واحد منهما بصمته في حياة المجتمع، في همومه اليومية، وفي التفاتته إلى الضعفاء والفقراء إنها مدرسة في الأخلاق قبل أن تكون ممارسة في السياسة.
الذكرى الخمسين لعيد المسيرة الخضراء باتَت قريبة جدا وعلى المجالس المنتخبة أن تربط الأحزمة وتستعد رؤساء وأعضاء لأننا سنسأل عن “مثقال الذرة” الذي أنجزوه بهذه المدينة.