ترددت كثيراً عن التدوين حول هذا الموضوع الذي بات يعرفه القاصي و الداني و ذالك لسببين أولهما حتى لا يتم تأويل كلامي ضدا في أحد أبناء هذه الربوع و ثانيهما حتى لا يصنفني البعض من موزعي صكوك المهنية في التدوين محاميا عن أحد أبناء عمومتي بمنطقهم الخاص و المعروف ايضاً،مع العلم أنني لا أفرق بين الموقعين و الإخوة المناديب في “تبنعميت” فهم أبناء عمومتي جميعاً و زملاء و إخوة لي بغض النظر عن المكون القبلي،فأنا سليل عائلة لها جذور و قرابة بكل المكونات القبلية و الحمد لله.
اليوم و بعد أن قررت التدوين حول الموضوع،دعوني أولا أن أضع تأصيلا لروابطي بالجميع،فالسادة الموقعون كل بإسمه و شخصه و مكانته هم زملاء و أصدقاء أكن لهم كامل الإحترام و التقدير قبل المسؤولية و في المسؤولية و بعدها بإذن الله،جميعهم إخوة و من الضروري أن يلتمس كل أخ لأخيه العذر و أن يصحح له أخطائه و يصححون لي أخطائي،فكلنا بشر و البشر جل حياته أخطاء.
ضيف الله أندور لا أعرفه شخصياً،لكن ربما “أندور” وحدها تكفي و يكفي ما أعرفه جيداً عن هذه العائلة و خاصة عائلة ضيف الله من خلق و كرم و تواضع و هذا ليس ما يحكى على الأذن و إنما بالمعاشرة و حسن الجوار،مثلها الأخ بوديجة لا أعرفه شخصيا و لم تربطني به علاقة طيلة وجوده بهذه الربوع لكن إسم عائلة أهل بوديجة إسم إرتبط بالإحترام و حسن الخلق و المعاشرة الحسنة مع الجميع.
قد ألوم الإخوة المنتخبون الموقعون لا للتضامن مع ضيف الله فهذا واجب على الجميع،لكن ملامتي للسادة المنتخبون تخص عدم التعامل بنفس الطريقة مع باقي القرارات الوزارية ضد أبناء الصحراء و كفائاتها و عدم التعامل بنفس المنهج مع الكثير من الملفات المطلبية التي تحتاج تضامنهم و ترافعهم بدون تمييز فكم من أبناء الجهة و أبناء الصحراء إن تحدثنا بمنطق ما ورد في الوثيقة تم ترحيله إلى مناطق أخرى و لم يحرك أحد ساكنا،فلربما المنتخب منتخبا من طرف الجميع و ملكا للجميع و ينتظره الأبيض و الأسود و الشمالي و الصحراوي و الملالي و الوجدي.
إن الهجمات التي إستهدفت الرجل واصفة إياه بوافد على الإقليم سواء من طرف جرائد محلية أو صفحات فايسبوكية ماهي إلا هجمات بمفرقعات “عيشورة” أهلها نفسهم توجه لهم نفس التهم و يعانون من نفس أنواع التهكم من أخرين و يستنكرونها بين الفينة و الأخرى لكن لا يترددون في توزيع صكوك الإنتماء و الوطنية و النزاهة كلما أتيحت لهم الفرصة،فالأجدر بما ربما نحن ساكتة هذه الجهة أن نبلع ألسنتنا و أن لا نتحدث أبدا مرة أخرى حول “كفاءات المنطقة” و شعارات و عناوين ما نسميه ب “الوافدين” فربما التاريخ يعيد نفسه و يحكي قصص يندى لها الجبين،فالداخلة و مثلها جميع مدن الوطن لأندور و بوديجة و لزيد و لعمر مهما كان توجهه و مكونه و لونه و شكله.
إذا كان الفساد هو المانع الذي لا يخول للرجل تقلد مهمة،فكان من الضروري على السادة المنتخوب و المهنيين مراسلة الوزارة بأن الرجل فاسد،او تنورنا جرائد ” السطلة الرابعة” بدائل و حجج و وثائق فساده لنحذوا حذوها في فضحه،لكن صدقوني بأننا نحن قوم لا يستحي “مني أنا و أجبد” و لزاما علينا أن لا نعيد ذكر مصطلح “الفساد” لغة و إصطلاحا أبد الأبدين إذا أردنا الإحتفاظ ولو بالقليل من كرامتنا،و ما على الرسول إلا البلاغ.
إنني في الأخير أجد نفسي مجبرا على توجيه نصيحة إلى السادة المنتخبون جميعهم بمختلف الوانهم الحزبية و الاديلوجية إلى ضرورة اعادة النظر في الكثير من الأمور و في طرق علاج المشاكل المحلية و الترافع عنها،نصيحة مني لإخواني فأنتم تمارسون السياسة،و السياسة إما “ترفعك ولا تهبطك” و أنا أتمنى لكم صادقا أن “تطلع درجتكم” أنتم و جميع أبناء هذه الربوع،نختلف في الآراء نعم لكن لا نختلف في الضرورة التمسك بكل فرد من هذا المجتمع المتلاشي.
أتمنى صادقا للأخ ضيف الله التوفيق في القادم من الأيام و أن أراه في القريب العاجل يتقلد منصبا أفضل بكثير من سابقه و بهذه الربوع الغالية فأنت نحن و نحن أنت متمنيا لك وافر الصحة و العافية،كما أتمنى للأخ محمد سالم بوديجة التوفيق في مهمامه و أن يكون عند حسن ظن الجميع.