لماذا أسموه مصنعا سرياً؟

لا يوجد شيئاً يمكننا أن نطلق عليه في المغرب مصطلح سري، فالسرية لا وجود لها بهذه البلاد التي تفكك إجهزتها الأمنية كل يوم مئات الخلايا الإرهابية و هي في طور البناء و التفكير و التخطيط لأعمال إرهابية قد تودي بحياة عشرات المواطنين فكيف غابت عن هذه الأجهزة معلومة وجود معمل هو الآخر يمكن تصنيفه عملا إرهابيا و تسبب اليوم في قتل عشرات الأبرياء فالقاسم المشترك و الخطير بين تلك الخلايا و هذا المصنع هو قتل الأبرياء و زعزعة إستقرار و أمن الدولة،أليست كارثة عظمى لو أن هذا المصنع يستغل لصناعة متفجرات مثلا؟ أليست كارثة أن تصل الأجهزة الأمنية بالمغرب إلى معلومة وجود خطر إرهابي في أمريكا و تغيب عنها معلومة وجود مصنع سري بأحد أكبر أحياء طنجة؟

 

لا وجود للسرية و الحديث عنها هو مجرد إستهتار بعقول الناس و الضحك فوق جثث الضحايا و الإستخفاف بمستوى فهم و إدراك ذويهم، ما يوجد هو الرشوة و عدم الإحساس بالمسؤولية و الطمأنينة التي يشعر بها كل مفسد بهذه البلاد نتيجة غياب المحاسبة و الخروج من قضية كل مصيبة بترقية عوض التوقيف،فالجميع اليوم مسؤول في هذه القضية و أركان مشاركتهم في الجريمة متكاملة لكن لا وجود لمن يملك جرأة محاسبتهم.

 

لقد كنت شاهدا على وجودة المئات من هذا النوع من المصانع بمدينة مكناس لا يخلوا حياً من أحياء العاصمة الإسماعيلية من وجود العشرات من هذه المصانع التي لا تشغل سوى النساء و بأجور لا تحترم كرامة المرأة المغربية للأسف الشديد و إنما نوع من الرق في عصرنا الحديث،فالمعلومة لدى لمقدم و القائد و الشيخ و الخليفة و الغامل و الوالي و الشركي و المخزني و الدركي،الجميع يعلم بوجود هذه المصانع و بكثرة لكن لا أحد يحرك ساكنا مهما حدث.

 

جهة الداخلة وادي الذهب هي الأخرى بها الكثير من المصانع التي تعمل في تثمين و تعليب الأسماك و التي يتوجب على السلطات الولائية بالجهة و الجميع أن يتحركوا جميعا للوقوف على مدى مطابقتها لشروط السلامة و فحص الرخص و ملائمتها مع الأنشطة التي تقوم بها داخل تلك المصانع المغلقة أمام الجميع و تشغل أعداد كبيرة من النسوة و بأجور لا تحترم كرامتهم.

 

هذه المصانع تقوم ايضاً بحفر عشرات الثقوب المائية داخل أماكن العمل في غياب تام لمصالح وكالة الحوض المائية و بعيداً عن أنظار المراقبين و هذه الثقوب المائية تشكل خطر كبير ليس على الفرشة المائية للمدينة أو على المستوى البيئي و إنما حتا على مئات العمال الموجودين بنفس المكان و حسب شهادات كثيرة فقد شهد الكثير من هذه المصانع حوادث من هذا النوع راح ضحيتها عمال و تم التكتم على الموضوع و طيه.

 

اليوم لا يوجد شيئاً سريا،فالمسؤولين الكبار هم السريون و هم المختفون عن الأنظار لغايات لا يعلمها إلا الله فما تفضلنا به الجميع يعلمه لكن لا أحد يريد أن يحرك ساكنا حتا يقع الفأس في الرأس و يقال لك بأن المعمل كان يشتغل بطريقة سرية.

 

لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...