الأحرار…من مسار الثقة نحو مسار التنمية

بقلم: مدير النشر إبراهيم سيد الناجم

 

منذ حوالي أربع سنوات تقريبا أطلق حزب التجمع الوطني للأحرار مسارا عمليا أطلق عليه إسم “مسار الثقة”،هو برنامج سياسي واضح المعالم وضح من خلاله الحزب رؤيته في العمل على تحسين وضع الحياة اليومية للمغاربة و تحصين حقوقهم في ظل تدهور خطير خلال سنوات عشر من برامج الحكومات السابقة،فأختار و بلغة الصراحة و الوضوح بقيادة الرئيس عزيز أخنوش أن يبني جسر ثقة مع 40 مليون مغربي يُعانون من ويلات سياسة الدكاكين السياسية.

 

بالفعل عمل بجد حزب التجمع الوطني للأحرار على تفسير ما تضمنه هذا المسار و ام يكتفي فقط بالترويج له عبر منصات التواصل الإجتماعي أو شاشات التلفزة أو سياسة البهرجة بل إختار لغة الإنصات و التواصل عن القرب مع المواطنين،أطلق مجموعة من البرامج حركت مياه خصومه الراكدة في الساحة السياسية بالمملكة لأنه في الأول و الأخير ما جاء به التجمع يعتبر سابقة في المغرب.

 

لقد إستوعب التجمع الوطني للأحرار الدرس جيدا من سقطات خصومه السياسيين بعد منحهم ثقة المغاربة و الفشل في الحفاظ عليها،فالإنصات الذي تبناه التجمع في تنزيل مسار الثقة كان عن قناعة سياسية تنهل شرعيتها من ما يمليه الدستور المغربي وهذه مسألة مكنت الحزب من كسب ثقة المغاربة قبل بداية محطة الثامن من شتنبر فكان صافرة بداية لقلب موازين العمل السياسي حينها وجد الخصوم نفسهم أمام المثل الدارج الذي يقول “مول لمليح باع وراح”.

 

كسب التجمع الوطني للأحرار محطة الثامن من شتنبر بعد تصدر مسار الثقة المشهد السياسي المغربي،لكن لم يتوقف عن هذا الحد لأنه و بساطة و كما قلنا سابقا أنه فهم الدرس جيدا و لا يسعى لتكرار أخطاء من قادوا الحكومات السابقة بل أعلن عن رهان جديد و تحدي يأتي في ظروف دولية و وطنية جد صعبة لكنه عازم بقيادة عزيز أخنوش على كسب الرهان و اخراج الوطن و المغاربة من الأزمة فأعلن التجمع عن الإنتقال من مسار الثقة الى مسار التنمية.

 

إذا كان التجمع الوطني للأحرار قد إستطاع كسب رهان مسار الثقة فقد تولد لديه قناعة أيضا بأن من “جد وجد و من زرع حصد” و بأن مسار التنمية رهان قادر على كسبه و تنزيل إلتزاماته للمغاربة و لعل ما ورد في ختام بلاغ المكتب السياسي للحزب بعد إعادة الثقة في الرئيس عزيز أخنوش حين قال البلاغ “فقد أجمع على أن مجهود الحزب في المرحلة المقبلة سيرتكز على تبني ذات القيم و الحفاظ على نفس تعبوي يرفع من مستوى التأطير، ويقوي المؤسسات الداخلية، مع توجيهها لخدمة “مسار التنمية” و الوفاء بالالتزامات عبر التقاطع مع المجهود الذي تقوم بهالحكومة والبرلمان وباقي المؤسسات المنتخبة” فذلك مؤشر إيجابي على أن الحزب يعي أن تقوية مكانته و تبني القيم و الإستمرار في النفس التعبوي و التأطير هم أسس نجاح مسار التنمية و كسب الرهان في وقت لا يوجد في المشهد السياسي بالمغرب سوى التجمع الوطني للأحرار الذي ظل مستمرا في عمله و رفض تبني مسار الدكاكين السياسية.


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...