نذرة المياه…بين الماضي و الحاضر – بقلم: ابراهيم سيد الناجم

إحصائيات رسمية سنة 1960 اشارت الى ان لكل مواطن حوالي 2500 متر مكعب من المياه في السنة و خلال سنة 2019 حذر تقرير صادر عن المجلس الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي بالمغرب من كارثة أزمة مياه بالمغرب مؤكدا على ضرورة توفير 1000 متر مكعب من المياه للفرد الواحد و في حالة عكس ذلك فستكون ازمة خصاص في المياه تهدد المغرب، و نحن اليوم نتحدث عن إحصائيات جديدة تقول بأن الفرد الواحد بالمغرب يملك فقط 650 متر مكعب و من المتوقع ان تصل الى اقل من 500 متر مكعب خلال 2030.

 

من سنة 1960 الى سنة 2022،و بالرجوع الى التقارير و الاحصائيات الصادرة عن المؤسسات الرسمية و بعض المنظمات الوطنية و الدولية في ذات الامر كلها كانت تُجمع و تشير الى ضرورة اتخاذ اجراءات استباقية قبل”اطيح الفأس في الرأس” كما تعيش اليوم بعض المناطق و ما الحرائق المهولة و الكوارث الطبيعية التي تمر بها البلاد الا جزء لا يتجزأ من المشكلة و هنا السبب هو عدم الانصات و عدم أخذ الامور بجدية و التفكير في مستقبل اجيال قادمة.

 

على مستوى جهة الداخلة وادي الذهب أيضا هناك أزمة قادمة لا محال ، ما دامت السلطات تغض الطرف عن مافيات استنزاف الفرشة المائية و هي فرشة مائية “محدودة” حسب العديد من التقارير تمتد تقريبا من منطقة اجريفية الى حدود نواذيبو الموريتانية،خط طويل من المياه الجوفية يستزف بشكل خطير و مهول بعيدا عن الانظار و في ظل مجتمع مدني نائم و انعدام ضمائر تفكر فيما هو قادم وعدم وجود ارقام حقيقية عن المستوى الحالي لهذه الفرشة.

 

الداخلة التي اضحت قبلة الكثير من المشاريع الفلاحية و وجهة مفضلة للعديد من المستثمرين الذين كانوا سببا في الازمة المائية شمالا و عيونهم اليوم على مياه الجنوب ان لم تتخذ الدولة و المجتمع على حد سواء اجراءات استباقية قبل الكارثة و ان يعي الجميع حجمها و وقعها على الاجيال القادمة.


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...