تندوف… عصابات المخدرات تعيث فساداً وسط صمت جبهة عاجزة عن حماية المدنيين

مرة أخرى، تكشف مخيمات تندوف عن وجهها الحقيقي، حيث تحوّلت إلى بؤرة للفوضى والإجرام، بعدما أقدمت عصابة من مهربي المخدرات على تنفيذ عملية سطو مسلح استهدفت تاجرًا معروفًا بالمخيمات، في حادث صادم يعكس غياب أدنى مقومات الأمن، وسط صمت مطبق من ميليشيات جبهة البوليساريو.

 

 

 

العصابة، التي كانت تمتطي سيارة من نوع لاندكروزر ومدججة بأسلحة نارية من نوع كلاشينكوف، اقتحمت محل التاجر أثناء غيابه، واعتدت على أفراد أسرته بطريقة وحشية، قبل أن تستولي على ما يقارب 400 مليون سنتيم من الهواتف النقالة، ثم فرّت إلى وجهة مجهولة دون أن يعترض طريقها أحد.

 

 

 

المؤسف أن ما تُسمى بـ”سلطات البوليساريو” لم تحرك ساكناً، ولم تُفتح أي تحقيقات أو إجراءات أمنية رغم فداحة الجريمة، وكأن أرواح المدنيين وممتلكاتهم لا تساوي شيئاً في نظر قادة الجبهة الذين اكتفوا بالصمت والتجاهل.

 

 

 

هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، إذ باتت العصابات المنظمة وشبكات تهريب المخدرات والأقراص المهلوسة تتحكم في المخيمات وتفرض قوانينها الخاصة، في غياب أي سلطة حقيقية أو مؤسسات قادرة على حماية الناس من بطش المجرمين.

 

 

 

اليوم، يعيش سكان تندوف تحت رحمة المافيات المسلحة، فيما تُركت الأسر تواجه مصيرها المجهول وسط انفلات أمني ينذر بانفجار داخلي قد يتحول إلى حرب أهلية في أي لحظة.

 

 

 

المفارقة أن الجبهة التي تدّعي تمثيل الصحراويين والسعي إلى “الاستقلال وتقرير المصير”، فشلت حتى في تأمين العشرات من المدنيين داخل رقعة صغيرة من المخيمات، فكيف لها أن تدير كياناً مستقلاً أو تحمي آلاف الصحراويين الذين يعانون يومياً من الفقر والخوف وانعدام الأمان؟

 

 

 

لقد تحولت تندوف اليوم إلى نموذج حي للفشل والفساد، وإلى منطقة خارجة عن السيطرة، حيث تسود لغة السلاح بدل القانون، وحيث تتكشف حقيقة كيان وهمي فقد شرعيته وإنسانيته معاً.


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...