تعيش الحركة النقابية بجهة الداخلة وادي الذهب واحدة من أسوأ مراحلها التنظيمية والميدانية، بعدما تحولت العديد من مكاتبها الجهوية والمحلية إلى ما يشبه الملكيات الخاصة لأشخاص بعينهم، يسيّرونها بمنطق الزعامة الفردية والمصالح الشخصية، بعيدا عن روح العمل النقابي النزيه الذي تأسست عليه هذه الإطارات.
فبدل أن تكون النقابات حصنا للدفاع عن حقوق الشغيلة ومكتسباتها، أضحت اليوم – بحسب عدد من المناضلين النقابيين – فضاء مغلقا يحتكره بعض “القياديين الأبديين”، الذين حولوا الهياكل النقابية إلى أدوات للابتزاز والتسلق، مستغلين ضعف المراقبة التنظيمية للمكاتب الوطنية، وتراجع الوعي النقابي لدى القواعد العمالية.
الوضع الراهن يوصف من طرف متتبعين للشأن المحلي بـ“الكارثي”، إذ تشهد النقابات بالجهة غيابا شبه تام لأي حضور ميداني حقيقي، مقابل تضخم في الصراعات الشخصية والولاءات الضيقة، ما جعل أصوات الشغيلة تذهب أدراج الرياح في ملفات اجتماعية واقتصادية حساسة.
ويطالب عدد من النقابيين الغيورين على العمل النقابي الصادق بتدخل عاجل من المكاتب الوطنية لمختلف المركزيات النقابية، من أجل إعادة ترتيب البيت الداخلي، ووقف هذا العبث التنظيمي الذي بات يهدد صورة النقابة ومصداقيتها أمام الرأي العام المحلي.
إن استمرار هذا الوضع، وفق مراقبين، لن يؤدي إلا إلى مزيد من العزوف النقابي وفقدان الثقة في مؤسسات كان يفترض أن تكون صوت العمال وصمام أمانهم في وجه كل أشكال الحيف والاستغلال

