منبر حر:أحمد بالقاضي
في سياق التطورات الإقتصادية والسياسية الحالية ، كشف مصادر ديبلوماسية عن مبادرة إستثنائية لتنفيذ مشروع ضخم على طول السواحل المغربية الموريتانية ، وتأتي هذه المبادرة لعكس إلتزام البلدان الثلاثة بالتعاون والتنمية المشتركة ، وتفتح أبوابًا جديدة للفرص الإستثمارية و التنمية المستدامة .
تربط هذه البلدان علاقات تاريخية قديمة وغنية تتميز بالتعاون الثنائي و الإقليمي في مجالات مختلفة مثل : التجارة و الثقافة والتعاون السياسي في القضايا الإقليمية والدولية .
و يأتي كشف النقاب عن هذا المشروع الإماراتي الضخم في ظرفية تتسم بها العلاقات المغربية الموريتانية بمناخ متميز يساهم في إنسيابية العمل المشترك ، و يمتد هذا المشروع على طول السواحل المغربية الموريتانية ، في إطار المبادرة الأطلسية ، و كما وضح المصدر أن المباحثات مازالت في طور الموافقة المبدئية ، في إشارة إلى إجتماعات بين الجانب الإماراتي في شخص سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة و جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده و الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني وفق ما ذكرته يومية الصباح .
و حسب ما نقلته صحيفة “ الصباح ” عن معلومات دبلوماسية تحدثت عن عقد إجتماع مهم في دولة الإمارات العربية المتحدة ، بهذا الخصوص بالتزامن مع زيارة خاصة للملك محمد السادس والرئيس الموريتاني ولد الغزواني حالياُ لأبوظبي ، ما رجح إجراءهما إجتماعات عمل مع رئيس الدولة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان .
و توقع المصدر ذاته أن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة شريكاً رئيسياً في هذه المبادرة ، التي تظل خطوطها العريضة غير معلن عنها ، في إنتظار أن تصل النقاشات إلى مرحلة الحسم ، بالنظر إلى أن المشروع سيكون ذا أهمية إستثنائية ، مرجحا أن تتمكن المبادرة من إعادة رسم معالم التعاون الإقليمي في المنطقة .
و ينتظر أن يتم الإعلان الرسمي عن المبادرة الإماراتية التي تمهد الطريق لتعاون ثلاثي على نطاق غير مسبوق ، كما وصفته الدوائر الدبلوماسية ، بنقطة تحول جذرية في العلاقات بين المغرب وموريتانيا .
و تضيف “ الصباح ” أن المبادرة الإماراتية ستعتمد طريقة تمويل أثبتت نجاحها في مشاريع سابقة بالمغرب في إشارة إلى صندوق (وصال) ، الذي تم إحداثه سنة 2011 في إطار شراكة بين المغرب و الإمارات العربية المتحدة و الكويت و قطر و المملكة العربية السعودية ، برأسمال إجمالي يناهز 2.5 مليار أورو ، بهدف إنجاز مشاريع سياحية كبرى في الرباط و البيضاء وطنجة ، بإستثمارات تفوق 1.5 مليار أورو .
و يرتبط مشروع المبادرة الإماراتية أياما قليلة بعد أن استقبل جلالة الملك محمد السادس شقيقه محمد ولد الشيخ الغزواني ، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية ، وأجرى معه مباحثات تندرج في إطار علاقات الثقة والتعاون القوية بين البلدين ، وأواصر الأخوة الصادقة بين الشعبين الشقيقين ، إذ كشف بلاغ للديوان الملكي أن قائدي البلدين ثمنا التطور الإيجابي الذي تعرفه الشراكة المغربية – الموريتانية في جميع المجالات ، مؤكدين حرصهما على تطوير مشاريع إستراتيجية للربط بين البلدين الجارين ، وتنسيق مساهمتهما في إطار المبادرات الملكية بإفريقيا ، خاصة أنبوب الغاز الإفريقي – الأطلسي ، ومبادرة تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي .
وتعتبر المبادرة الإماراتية للمشروع على السواحل المغربية الموريتانية تمثل خطوة مهمة نحو مستقبل أفضل للبلدان الثلاثة ، نأمل أن تؤدي هذه الشراكة إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التعاون الإقليمي .
[ أحمد بلقاضي ]
فاعل مجتمعي دولي