متى يستدعي المحققون رؤسائنا؟

يمكن أن يكون لدي رأي شخصي فيما يخص الفترة التي قضاها ولد عبد العزيز على كرسي رئاسة الجمهورية الإسلامية الموريتانية،رأي إستخلصته من مجموعة من الوقائع و التطور عرفته فترة هذا الرجل وهو يقود بلاد شنقيط،و هي مغايرة تماما لمن سبقوه للجلوس على كرسي رئاسة البلاد،لكنها تبقى مجرد وجهة نظر شخصية لشخص يتابع الشأن العام الموريتاني عن بعد و لم يسبق له زيارة بلاد شنقيط،و للموريتانيين رأيهم في شخص منحوه أصواتهم و تسيير بلادهم و للدولة الموريتانية أيضًا رأيها الخاص في شؤونها الداخلية.

 

تحدثت أيضًا مرات عدة عن ما يطلق عليه في رقعتنا الجغرافية هذه “الإستثناء الصحراوي”،إستثناء يمنح لبعض رؤساء المجالس و المسؤولين الصحراويين الذين يرؤسون مجالس منتخبة تذر الدولة في خزائنها مئات الملايير من الدراهم و يتم تبذيرها بطرق ملتوية،و مسؤولين تقلدوا مناصب عليا و عرفت فترتهم فسادا ليس له مثيل في العالم،إستثناء لم يكن ضحيته سوى المواطن المغلوب على أمره و الطبقات المسحوقة،إستثناء شوه صورة الدولة و المجتمع و أعطى الضوء الأخضر للكثيرين ليعيثوا في الأرض فسادا دون حسيب ولا رقيب.

 

فبعد إستدعاء الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز من طرف لجان التحقيق في موريتانيا،وهي سابقة في تاريخ هذه الدولة قابلها هذا الرجل بنوع من “التطرح” و قبول المواجهة و إجابة المحققين لتبريئ ذمته،بالإضافة إلى أن الرجل لم يستعن بقبيلته ولا عشيرته من أجل التأثير على القانون أو مؤسسات الدولة القضائية بل بسلك الطريق القانونية عكس ما يجري في الشطر الشمالي من جغرافية البيظان.

 

فما بين جنوب الصحراء المستعمرة الموريتانية السابقة و العاصمة الشنقيطية نواكشوط نتسائل و نحن نتابع حلقة جديدة من ديمقراطية البيظان و سابقة في مجتمع غالبيته لا تقبل المحاسبة بل تعتبر التكليف تشريفا و تظن بأن المسؤولية قد تصبح ملكا خاصا بإمكانها توريثه بين أفراد العائلة،فمتى سيستدعي المحققون رؤساء مجالس للتحقيق معهم في كل كبيرة و صغيرة و متى يستدعي المحققون المسؤولين الذين مروا من هنا؟


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...