لا يمضي أسبوعا الا زارنا في الأقاليم الجنوبية وفدا من الأشقاء الأفارقة، من الجيران الأوروبيين،من الأصدقاء الأمريكيين…متى تعود الجارة الجزائر الى رشدها؟
إفتتاحية
من كان يظن يوما أن إحدى قلاع الجزائر التي تعول عليها في دعم أطروحاتها التي تستهدف بشكل أساسي الوحدة الترابية للمملكة المغربية، ستراجع مواقفها على مستوى العلاقات الثنائية مع المغرب وتعود الى رشدها بعد أزيد من أربعين سنة من دعم مشروع الأطروحة الإنفصالية الجزائرية.
من كان يظن يوما أن تقرر كينيا فتح علاقات ثنائية مع المغرب و تعين سفيرا لها بالرباط و تزور وفودها الأقاليم الجنوبية و ترى بأم عينها حقيقة ما يقوله المغرب في المحافل الدولية دفاعا عن وحدته الترابية،ومن كان يظن يوما أن نيروبي الفاعل المحوري في العديد من القضايا الإفريقية والإقليمية و إحدى الدول الفاعلة بشرق إفريقيا لن تعود تلك القلعة التي تعتمد عليها الجزائر كثيرًا من أجل تمرير أجندتها المعادية للمغرب.
كل هذا يقع في زمن لا يمر بالأقاليم الجنوبية أسبوعا الى وزارها وفدا أجنبيا للوقوف على مسيرة المغرب التنموية في جنوبه الغالي،من إفريقيا و أمريكا الجنوبية و اوروبا و الدول الاسكندنافية،جميع دول العالم زارت في السنوات الاخيرة العيون و الداخلة و السمارة و بوجدور وحتى الگرگرات ووقفوا على حقيقة ما يقول المغرب عن تنمية صحراءه الا الجارة الشرقية التي تزيد يوما بعد يوم في عداءها لجارها و تدفع الغالي و النفيس للضرب في كل ما يقول.
إن الزيارات المكثفة للوفود الأجنبية للأقاليم الجنوبية و توقيع الشراكات و الاتفاقيات و التوأمات مع مجالسها المنتخبة، هي نتيجة حتمية لعملية دبلوماسية متكاملة تقوم بها الأجهزة الدبلوماسية المغربية، مكنت المغرب اليوم من كسب العديد من المواقف الداعمة لقضية وحدته الترابية، بدأت بإفتتاح للقنصليات و وجودها على تراب الأقاليم الجنوبية كإعتراف واقعي وموكد على ارض الواقع بدل الإعترافات الشفوية التي تروج لها الجزائر لجبهتها الإنفصالية.
هذه الأوراش الأوراش الدبلوماسية المستدامة التي أطلقها مع المغرب مع العديد من الدول الإفريقية و حتى من قارات العالم الأخرى شكلت أهمية كبرى للدبلوماسية العالمية متعددة الأطراف، و مكنت من إعادة الكثير من الدول مراجعة مواقفها تجاه المملكة المغربية من قضية الصحراء خاصة داعمي الأطروحة الانفصالية على المستوى القاري والدولي.
فمتى تعود الجارة الشرقية الى رشدها و تراجع مواقفها و تفتح صفحة مصالحة مع الذات لتحركاتها التي لا تضر بها الا نفسها و تعرقل مسار مغرب عربي ينعم بالسلم و الامن و الازدهار بالتعاون بين دوله.