من المرتقب أن يقوم وزير العدل الفرنسي، جيرالد دارمانان، بزيارة رسمية إلى المغرب منتصف فبراير، وفقًا لما أفادت به Africa Intelligence. وتكتسي هذه الزيارة أهمية سياسية ورمزية كبرى، حيث تأتي في سياق مرحلة من التقارب بين باريس والرباط، تميزت بتبادل مؤسساتي رفيع المستوى بين الجانبين.
وخلال زيارته، سيلتقي دارمانان بنظيره المغربي، عبد اللطيف وهبي، لمناقشة عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، من بينها التعاون القضائي، مكافحة الجريمة العابرة للحدود، وآليات المساعدة القانونية في المجال الجنائي. كما ستشمل المباحثات قضايا حساسة مثل إدارة تدفقات الهجرة، مكافحة الإرهاب، والجريمة السيبرانية، ما يعكس أهمية الرهانات المشتركة بين البلدين.
وفي هذا السياق، تكتسي الزيارة المرتقبة لرئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرارد لارشيه، إلى الداخلة في 28 فبراير المقبل، طابعًا رمزيًا كبيرًا. إذ تعد هذه الزيارة الأولى من نوعها لمسؤول برلماني فرنسي رفيع المستوى إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة، وهو ما يُنظر إليه كإشارة دبلوماسية قوية لدعم موقف الرباط في قضية الصحراء. ووفقًا لمصادر Africa Intelligence، تأتي هذه الزيارة امتدادًا للنقاشات التي انطلقت خلال المنتدى الثالث للمنتخبين الفرنسيين والمغاربة، الذي نظمته جمعية Cercle Eugène-Delacroix بمجلس الشيوخ في باريس، أواخر نوفمبر 2024.
ويعتبر اختيار الداخلة، التي تمثل واجهة التنمية الاقتصادية في الأقاليم الجنوبية، ذا دلالة واضحة، حيث يعكس الاهتمام المتزايد من قبل السلطات الفرنسية بالإمكانات الاقتصادية للمنطقة، لا سيما في مجالات الطاقات المتجددة، البنية التحتية المينائية، والتجارة العابرة للصحراء.
وتعكس هذه الزيارات المتتالية رغبة العاصمتين في تعزيز أسس تعاون متعدد الأبعاد، قائم على روابط تاريخية وثقافية واستراتيجية متينة. كما يمكن أن تمهد الطريق لاتفاقيات ثنائية جديدة، وفقًا لمصدر مطلع على الملف.