أكدت الكونفدرالية المغربية لأرباب مراكب ومصانع صيد السمك السطحي، يوم الأربعاء 5 فبراير 2025، الدور الحيوي الذي تلعبه سفن RSW في تثمين قطاع الصيد البحري بمدينة الداخلة.
وفي هذا الصدد، أوضح محمد الأمين حرمة الله، رئيس الكونفدرالية، خلال مشاركته في الدورة السابعة لمعرض أليوتيس الدولي، أن إدخال تقنية RSW إلى جهة الداخلة – وادي الذهب منذ سنة 2004 شكّل تحولًا جذريًا في مجال الصيد البحري بالمنطقة. وأشار إلى أن القطاع كان يعاني سابقًا من الارتباط بمواسم الأخطبوط التي لا تتجاوز أربعة أشهر سنويًا، مما حدّ من استدامة النشاط. غير أن اعتماد سفن RSW مكّن من تحقيق استمرارية في الصيد البحري على مدار السنة، ما ساهم في تعزيز الإنتاجية ودعم القطاع اقتصاديًا.
وأضاف حرمة الله أن هذه السفن لعبت دورًا محوريًا في تحريك عجلة الاقتصاد الجهوي، حيث توفر فرص عمل لأكثر من 28 ألف شخص، أي ما يعادل 30% من اليد العاملة النشطة بالجهة. كما أن نشاط صيد السردين عبر هذه السفن يرتبط بما يقارب 30 مصنعًا متنوعًا بين وحدات التبريد والتعليب، مما ساعد على رفع مستوى تثمين المنتوج البحري وإضفاء قيمة مضافة عليه.
وأشار أيضًا إلى أن استخدام سفن RSW ساهم في تطوير تقنيات الصيد، حيث أصبح بالإمكان الوصول إلى أعماق تصل إلى 250 مترًا، بعدما كانت مستويات الصيد أقل من ذلك بكثير. كما أن استقرار الصيد بالمنطقة C بفضل هذه السفن مكّن من تأمين حاجيات السوق المحلية والوطنية والدولية، حيث يصل الإنتاج السنوي إلى 10 آلاف حاوية.
وشدد حرمة الله على أن هذه السفن لا تساهم فقط في تحقيق الاكتفاء من الموارد البحرية، بل تلعب أيضًا دورًا أساسيًا في جلب العملة الصعبة لخزينة الدولة، من خلال تصدير المنتجات البحرية إلى الأسواق الدولية، مما يعزز مكانة المغرب كفاعل رئيسي في القطاع.
يُذكر أن الكونفدرالية المغربية لأرباب مراكب ومصانع صيد السمك السطحي تضم 13 مجموعة تمثل 25 شركة متخصصة في قطاع الصيد البحري، ومقرها الرئيسي بمدينة الداخلة، كما تمتلك 28 سفينة من نوع RSW وأكثر من 41 وحدة تحويل. وأكد حرمة الله أن هذه الشركات تساهم في خلق أكثر من 700 فرصة عمل مباشرة في البحر، بالإضافة إلى 15 ألف وظيفة مباشرة على اليابسة، أي ما يمثل 30% من السكان النشطين بجهة الداخلة – وادي الذهب، 60% منهم نساء. كما يسهم القطاع في توفير 40 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة على المستوى الوطني.
واختتم حرمة الله تصريحه بالتأكيد على أن هذه الدينامية الاقتصادية انعكست بشكل إيجابي على استقطاب الكفاءات، حيث يعمل حاليًا أكثر من 150 مهندسًا على متن سفن RSW، مما ساعد في تحفيز العديد من المقاولات العامة والخاصة على الاستثمار في الجهة، والاستفادة من الخبرات المكتسبة في هذا المجال الحيوي.