في أعماق الصحراء المغربية، تعيش جماعة أوسرد الترابية على وقع معاناة يومية تزداد حدتها مع مرور الزمن، في ظل غياب أبسط مقومات العيش الكريم. السكان هنا يكابدون حياة قاسية في مواجهة مشكلات تتراكم بلا حلول، أبرزها انعدام المرافق الصحية، ندرة المياه الصالحة للشرب، وغياب الكهرباء،وكأن هذا لم يكن كافيًا، جاءت صدمة إغلاق محطة الوقود الوحيدة بالمنطقة لتزيد الطين بلة، فتترك السكان في عزلة خانقة وصراع دائم لتدبير شؤون حياتهم.
غياب المرافق الصحية يُعد من أبرز أوجه الإهمال الذي تعانيه الجماعة، حيث يجد المرضى أنفسهم مجبرين على السفر لمسافات طويلة نحو مدينة الداخلة بحثًا عن العلاج، مشاهد الانتظار الطويل والمعاناة اليومية أصبحت جزءًا من حياة سكان أوسرد الذين لطالما طالبوا بإقامة مستشفى أو مركز صحي مجهز، دون أن تجد أصواتهم أي صدى لدى الجهات المعنية.
أما أزمة المياه، فهي ليست أقل وطأة، ندرة المياه الصالحة للشرب تُلقي بظلالها الثقيلة على الحياة اليومية للسكان الذين يعتمدون على وسائل بدائية لجلب الماء من مصادر بعيدة وغير آمنة،في مشهد يُظهر الوجه الحقيقي لمعاناة سكان هذه المنطقة المهمشة.
الكهرباء، التي تُعتبر ركيزة أساسية لأي تنمية، تظل حلمًا بعيد المنال في أوسرد، الظلام الدامس الذي يلف ليالي الجماعة، وغياب وسائل الراحة التي يوفرها التيار الكهربائي، يجعلان حياة السكان أكثر صعوبة، خاصة مع تطور احتياجات العصر الحديث.
لكن القشة التي قصمت ظهر البعير كانت إغلاق محطة الوقود الوحيدة بالنفوذ الترابي للجماعة، الأمر الذي أدى إلى شلل كبير في حركة النقل والتنقل داخل المنطقة، السكان الذين يعتمدون بشكل شبه كلي على هذه المحطة لتأمين احتياجاتهم من الوقود أصبحوا في مواجهة تحديات إضافية، إذ بات الحصول على البنزين يتطلب السفر إلى مناطق بعيدة، مما يثقل كاهلهم بتكاليف إضافية ويزيد من عزلتهم.
سكان أوسرد، الذين يعيشون تحت وطأة هذه الظروف، يعبرون عن استيائهم من الإهمال الواضح الذي تعانيه منطقتهم، أصواتهم، المليئة بالألم والغضب، تطالب بتدخل عاجل من السلطات لإيجاد حلول جذرية تضمن لهم الحد الأدنى من مقومات الحياة، إحداث مراكز صحية، توفير موارد دائمة للمياه، ربط الجماعة بشبكة الكهرباء، وإعادة تشغيل محطة الوقود أو بناء أخرى بديلة، باتت مطالب ملحة لا تقبل التأجيل.
أوسرد، التي تحمل في طياتها الكثير من الإمكانيات الطبيعية والتنموية، أصبحت عنوانًا للمعاناة والإهمال، ومع استمرار الوضع على ما هو عليه، يبقى السؤال الذي يردده سكانها يوميًا: متى تنتهي معاناتنا، ومتى يصبح العيش هنا أقل قسوة؟