سباق “الصحراوية” بالداخلة…حدث بلا أثر واستنزاف مستمر للمال العام

تعود تظاهرة “الصحراوية” إلى مدينة الداخلة كل عام وسط دعاية مكثفة، تصوّرها كحدث رياضي دولي يسهم في الترويج للمنطقة ويخدم قضايا إنسانية، لكن بعد سنوات من تنظيمها، لا شيء على أرض الواقع يبرر كل هذا الزخم، ولا يوجد أي أثر اقتصادي أو اجتماعي ينعكس على الجهة وساكنتها، سوى استمرار تدفق ملايين الدراهم من المال العام نحو الجمعية المنظمة، التي تستفيد من دعم سخي عبر اتفاقيات مع المجالس المنتخبة، دون أي محاسبة أو تقييم لمدى جدوى هذه التظاهرة.

 

 

 

في الوقت الذي تواجه فيه الداخلة تحديات تنموية حقيقية، وتحتاج إلى استثمارات في الصحة، والتعليم، والبنية التحتية، تُهدر مبالغ طائلة على سباق لا يتجاوز أثره بعض الصور والتغطيات الإعلامية، التي سرعان ما تتلاشى بعد انتهاء الحدث، لا فرص عمل جديدة، لا مشاريع دائمة، ولا مردود اقتصادي يمكن أن يبرر استمرار هذا النزيف المالي، بينما تعيش فئات واسعة من ساكنة الجهة أوضاعًا صعبة تستوجب حلولًا عاجلة.

 

 

 

 

الأدهى من ذلك أن هذه التظاهرة تُقدَّم كل عام كمشروع طموح يخدم الجهة، بينما هي في الواقع مجرد مناسبة موسمية تستفيد منها جهة واحدة دون غيرها، الجمعية الحاضنة للسباق تضمن تمويلاً ضخماً سنوياً، دون الحاجة إلى تقديم حصيلة واضحة أو مبررات تُقنع الرأي العام بجدوى استمرار هذا الحدث.

 

 

 

 

 

أمام هذا الوضع، يظل السؤال معلقًا: إلى متى ستُبدد أموال الداخلة بهذه الطريقة؟ إلى متى سيظل المال العام يُوزَّع بلا رؤية ولا محاسبة، وكأنه ملكية خاصة تُمنح لمن لا يستحق؟ وكيف يمكن القبول بهذا العبث في جهة تعاني من التهميش السياسي، والركود الاقتصادي، وغياب أي استراتيجية تنموية حقيقية؟


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...